وهديناه النجدين

وهديناه النجدين

في زمان غير زماننا ، ومكان غير مكاننا ، في خيال الكاتب الواسع ، كان الحوار التالي !

صاح أخي المسلم بالكافر ! لماذا لا تؤمن؟

رد الكافر : أتدعي أنك مسلم وأنت لا تؤمن بالقران ولا تقرأ ما فيه !

المسلم : وكيف أكون مسلماً إذا لم أؤمن بمصدر من مصادر الإسلام؟

الكافر : ألا تعلم أن الكفر هو قَدري ؟

المسلم : كيف ذلك ؟ !

الكافر : ألم تسمع ربك ( الغفور ذو الرحمة) يذكرنا في سورة البقرة قائلاً  : ( إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُوْنَ. (سورة البقرة أية 6 )

ويقول أيضاً بـأننا ( صم بكم عمي فهم لا يرجعون ) في ذات السورة

ويذكرنا في سورة الكهف فيقول : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا) الكهف ( 57 )

ثم استرسل الكافر قائلاً : وبعد ذلك كله ، يحاسبنا ويتوعدنا في آخر الآية قائلا ( ولهم عذاب عظيم  ) البقرة 7

ويقول أيضاً ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 39

وما أكثر آيات الوعيد لنا  في القران !

لقد أرهقني تناقض ربك ( الغفور ذو الرحمة )  حتى أيقنت أن لا وجود له !

فقال المسلم الحصيف ، بصوت خفيف : أتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض !

ألا وقد صدق ربي سبحانه في قوله : ( أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها * إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم و أملى لهم ) محمد( 24 – 25) . وصدق ربي حين قال أنكم صم وبكم وعمي .

ثم رفع المسلم  صوته ثقة بربه وإيماناً بكتابه ليجهر بالحق ويستدل بكلام الحق سبحانه ويقيم الحجة على الكافر المسكين الذي لم يذق طعم الإيمان  : قرأت في سورة الكهف ولم تتدبر قوله تعالى :  ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ...) 29

ألم يجعل الله لك عقلاً تفرق فيه بين الحق والباطل . ألم تقرأ في القران الذي تحاجُ فيه بأن الكفر قدرك، في سورة البلد قول الحق سبحانه ( ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين ) (8-9-10 )

فقد بين الله لك الخير والشر وأعطاك العقل معجزة تتدبر فيها و أنعم عليك بالسمع والبصر لتميز بعد أن تدرك وتعقل الصواب كما قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )

فقال المسلم مسترسلا متأثرا بكلام الله 

( أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ )  ابراهيم:10

فبُهت الذي كفر ! بكلام عنه أدبر ، كلام رب البشر، فتعالى واستكبر ، ثم نطق باسم الشيطان وكفر ، ثم جمع كيده ليضل البشر!

 ولكن هيهات أن يصل إلى قلوب أخلصت بالعبادة لله الواحد القهار .

(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ * قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )

 اللهم لك الحمد ربي أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام .

استطراد خارج السرب :

وليس يصِحُّ في الأفهامِ شيءٌ  ** إذا احتاج النهار إلى دليلِ

في تعليق للدكتور سلمان العودة على خرافة الإلحاد في كتابه ( مع الله ) يقول :

( هل يحترم العلم المحض شخصاً يؤمن بالنواميس والقوانين الفيزيائية الصغيرة ثم يكفر بما وراءها؟

إن الإلحاد خرافة تحتقر العقل البشري ، قبل أن تكون مذهباً يحتقر الإيمان! )

* نقطة :

 الجبريّة : هم الذين يحتجون بالقدر ويرون  أنّ العباد لا اختيار لهم ولا إرادة وأنّ الفاعل لكلّ شيء هو الله !

ومذهب السلف : أن العبد له قدرة ومشيئة يتصرف بها تحت قدرة الله ومشيئته، فهو يقدر ويشاء فعلا ، ولكنه لا يشاء ولا يفعل إلا ما أذن الله له فيه وقدره له، قال تعالى (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) [ التكوير 28 ]

ويقول صلى الله عليه وسلم :

واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.