بناء القيم لحفظ السلوك من الإنحراف
بداية أحب أن أبين ماذا نقصد بكلمة قيم :
"القيم ليست الأخلاق! القيم أوسع نطاقاً من الأخلاق!
كل خلق قيمة ، وليس كل قيمة خلق . المال والجمال قيم وليست أخلاق !
القيم جمع قيمة ، وقيمة الشيء : قدره ووقعه في النفوس." ( كتاب مسار الأسرة )
القيم المبنية على التجربة والاقتناع تكون أقوى وأكثر قيمة من تلك التي تبنى على التلقي الشفهي!
عندما يعفو عنك والدك أو صديقك ويصفح عن خطأ ارتكبته في حقه ، تشعر بعظيم فعله ( إعجاب )، وتقدر ما قام به، وتجد أنك تبادر للمسامحة في تعاملك مع الاخرين لأنه تكون لديك قيمة عالية بعد الاقتناع هي ( العفو والصفح ).
بينما لو تلقيت ذلك فقط عن طريق نصيحة من أي إنسان ستكون القيمة أقل .
" أؤكد على أمر في غاية الأهمية ( من غير الممكن فرض المبادئ والقيم على أحد، سواء كان صغيرا أم كبيرا
الأخلاق يتشرّبها الأطفال من خلال احتكاكهم بالكبار وإعجابهم بها )
القيم لا تفرض فرضاً{ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } " [كتاب القواعد العشر في تربية الأبناء]
أكثر ما ينمي سلوك الفرد الإيجابي و يحفظه من الانحراف هو بناء قيم عالية لديه ، وضبط السلّم القيمي ( الأولويات لهذه القيم )، فالمسلم يجب أن تكون قيمة الصلاة لديه مثلاً أعلى من قيمة اللعب ! والفتاة المسلمة يجب أن تكون قيمة الستر لديها أعلى من التجمّل والزينة فتكون الزينة في حدود الستر !
لغرس القيم في أبنائنا لابد من توفر ( القابلية ) لدى المتلقي ( الابن/ة ، الطالب/ة ) !
يمكن تنمية القابلية ببناء جسور من الاحترام الذي يقرّب وجهات النظر مما يؤدي الى التفاهم والشعور بالراحة،
هذا الاحترام يهيئ بيئة خصبة للحوار الإيجابي !
من المهم أن يكون المنزل هو المكان الذي يشعر فيه الإبن بقيمته ويتعلم فيه الوعي بذاته لتستقيم التربية ، فكلما أحس بذلك وأنه مفهوم ومقدّر من والدية زادت لديه القابلية لتلقي القيم والأخلاق والمُثُل العليا التي يتمناها والديه ويزيد ذلك أيضاً من الاستقرار النفسي للأبن مما يوفر بيئة خصبة للإبداع والنجاح.
* ومن الأشياء التي قد تحد من قابلية المتربي للتقبل والتلقي من المربي وجود ثغرة بين الأقوال والأفعال للمربين،
وهو شيء يجب أن نتنبه إليه لأنه يسبب اضطرابات في المفاهيم لدى أبناءنا !
وهنا أود أن أختم بلفتة جميلة للمربي الفاضل أ.د.عبدالكريم بكار ، يقول :
" التربية : هي تفاعل المتربي مع المربي وهذا التفاعل يكون مع ما لدى المربي من ( اتجاهات ومشاعر وسلوكيات ) وليس مع ما لديه من ( علم )، وهذا هو مأزق التربية! " أ.هـ
فالتربية في نهاية المطاف تفاعل بين كائنين مختلفين مهما اتفقا ، و الاحترام والإيمان بالاختلاف كفيلٌ بإنجاح التفاعل و تجنب الانفجارات.
احترموهم ، تقبلو آراءهم وقارنوها بالقيم التي تريدون تنميتها ! ولاتقولوا مالا تفعلون !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق :
اختر من الخيارات هذا الخيار:
Name/URL ( الاسم والعنوان )
سيظهر لك مربعان تحت بعضهما.
- المربع الأول بعنوان:
Name
اكتب فيه الإسم
- المربع الثاني بعنوان:
URL
اتركه فارغ