الخميس، 5 يوليو 2012

تغيير الفكر الإسلامي _ مقال _

تغيير الفكر الإسلامي




      ردود أفعال العرب تكون قوية لأنها تتأثر بالعاطفة كثيراً، فلا يمكن فرض الرأي عليهم أو تغيير فكرهم بالعنترة والقوة ، عرف ذلك الغرب ووجدوا السبيل البديل إلى عقول العرب
وغيروا أفكارهم بل غسلوها وغيروا مسار اهتماماتها بعد  أن جعلوا نظرتهم تجاه الأشياء تختلف فلا ينظرون النظرة التي (لا يريدها الغرب ) وهي التي تنبع من الدين الإسلامي ( المستهدف ) ، واستبدلوا ذلك بمنظور أسموه (الحرية) وهو عن الحرية بعيد ، فهو يحفظ حق حرية النفس ولا يراعي حرية الاخرين ولا ضوابط الشريعة التي تعتبر أصل لا يعيش المؤمنين بدونه.
      ان التأثير الغربي على عقول المسلمين استخدم وسائل قوية تعمل بشكل أكبر مع مرور الزمن ، ومن أهم هذه الوسائل ( الإعلام ) بجميع أشكاله ، فقاموا ببث أفكارهم وتسيير أفكار المسلمين تجاهها ، ولأن أفكارهم هي نقيضة لأصول الأسلام كان التأثر بها أخطر وذلك عندما يعتاد المسلم عليها فتكون ردة فعله تجاهها أضعف ، فهو لا ينظر إلى من ينتهك حرمات الله والدين وينال من شخصيات و رموز مقدسة في شريعة الإسلام من نظرة أصولية تستوجب عليه تسجيل موقف باعتراضه عليها على الأقل ، و انما قد يكتفي بالتعليق أن لكل إنسان حريته في التعبير ، حتى أن الأمر قد يصل به باتهامك بالعنصرية عند استنكارك ذلك وتسجيل موقف .
      في بداية الأمر وقبل أكثر من عقدين من الزمان كان من الممكن الوقوف أمام ذلك التيار ، حيث كانت البدايات ، لكن المقاومة لم تكن بالشكل المطلوب من قبل مفكري المسلمين ، حيث كان هناك تيارات اسلامية متشددة ترفض الجيد والسيء بسبب أنه قادم من الغرب ، قابلها ثورة معلوماتية هائلة، مما كون ردة فعل عكسية منفرة من الإسلاميين ، و أصبح الربط مع مرور الزمن بين التخلف والإسلام ، رغم أن ذلك غير صحيح ، فالإسلام يحث بشكل صريح على طلب العلم و تصفية النية في طلبه لتحقيق رفعة الأمة وليس العكس . وهناك من الإسلاميين أنفسهم من يأس من الوضع في الوطن العربي بشكل عام ، وعلق على أن هذا الدين العظيم يصلح للغرب لأنهم سبقونا في التطور ، ومنهم من هاجر و اختار الدعوة إلى الإسلام في بلاد الغرب.
   الأفكار المتطرفة التي كان مصدرها متشددين إسلاميين، وحركات التعبئة من السياسيين لتيارات ضد أخرى ( حسب مايخدم مصالحها ) والتي تعتبر عثرة في طريق العلم ، كونت تيار مهيأ لتقبل الأفكار التي ضد الدين نوعا ما ، واختار بعض أصحاب الفكر المضاد السفر والتعلم في الخارج ، حيث بدأت أفكارهم وعقولهم تنمو في الإتجاه الخاطىء حيث أنه يفتقد إلى القاعدة العقدية الإسلامية ، وما بني من غير أساس فهو معرض للهدم والانحراف
     في الوقت الحاضر أصبح هؤلاء المنحرفين مساعدين للغرب في نشر أفكارهم بل وتبني أفكار جديدة أكثر جدوى و أخطر من التي يطرحها الغرب ، ويكون طرح الأفكار بأساليب ملتوية و تغيير مسميات الأشياء ليتقبلها المسلمين ، وعندما يكتشف أحد ما يقومون بعمله قالوا له أنت رجعي ومتطرف ولا تؤمن بحرية التعبير كما أنك عدو للتغيير !
   ومن هؤلاء من وصل إلى الكفر والإلحاد ، و أصبح يكيل التهم لمن يذود عن الإسلام وكرس حياته لنشر العلم ، فأصبحنا نسمع في برامج  ، من يكيل التهم ويتهم أهل العلم بالعنصرية لأنه يحذر من مخططات الرافضة الصفوية ! والجميع شاهد وعاش بعض الحالات الظاهرة في الاونة الأخيرة وما خفي أعظم ، وهناك من خرج يعلن الحاده في الأيام القليلة الماضية ويسب بمقدسات الدين .
  إن ما وصلنا إليه اليوم من بروز أصحاب الفكر الملحد وجرأتهم في الظهور ، و إن كانوا قلة  ، ليس وليد سنة ولا سنتين انما هو منذ عقود وهو عقل مبني  ، ولكن كما ذكرت فهو بنيان غير صحيح لا يصعب هدمه و إقامة الحجة عليه لانه بلا أساس ، فهو قائم على ردات فعل عاطفية رافضة للتشدد استغلها الغرب حين أتته على طبق من ذهب و ساندها و تغذت ونمت على يديه حتى أنهم اشتروا كثيراً من الإعلاميين والصحفيين لينشروا أفكارهم بمقابل وبدون مقابل ، حيث أن الاحصائيات تذكر أن أكثر من 60 مقالاً في الصحف العربية اسبوعياً  يطعن في رموز اسلامية جليلة و العمل على تصغير صور العظماء المسلمين في أعين الناس.
   الحل من وجهة نظري في درء هذا الضلال الفكري لا يأتي في يوم وليلة وانما يحتاج إلى أيام وسنين
أولا : تصدي المفكرين الإسلاميين لهذا الفكر واستخدام نفس السلاح الذي يستخدمه هؤلاء المنحرفون وهو الإعلام بشتى أشكاله خاصة الإعلام المفتوح ، وهو ما اتجه إليه بعض علماء المسلمين .
ثانياً : تحمل المسؤولية واستشعار الخطر من المسلمين عامة ويجب أن يعرف كل واحد منا أنه مسؤول ، و أن ذلك من الجهاد ، ويكون عمل كل مسلم هو طلب العلم والتثقف و عدم الهروب من الإجابة على أسئلة الناشئة والشباب والشابات ، حيث يجب الاستعانة بأهل العلم و الاختصاص إذا أشكل على المسلم اجابة تساؤل يطرحه ابنه أو بنته ( وقس على ذلك المعلمين والمعلمات مع الطلاب الطالبات )
ثالثاً : أن يكون هناك موقع أو منتدى على الانترنت ، ويكون هناك ملتقى كل شهرين على الأقل لمناقشة شبهات الشباب وتثقيفهم دينياً وحثهم على طلب العلم المؤسس على العلم الشرعي ويتم بعد ذلك نشره في المنتدى أيضاً

هذا والله أعلم .. اللهم إن صاوباً فمن الله وإن خطأ فمن نفسي والشيطان 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أ.ريان بن علي الحمود

تويتر
@Ralhumud

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للتعليق :
اختر من الخيارات هذا الخيار:
Name/URL ( الاسم والعنوان )
سيظهر لك مربعان تحت بعضهما.
- المربع الأول بعنوان:
Name
اكتب فيه الإسم

- المربع الثاني بعنوان:
URL
اتركه فارغ