في حوار مع ملحدين سألني أحدهم، ممن أظن أن عنده شبهات ( وليس ملحداً) هذا السؤال فاجتهدت بالرد - عسى الله أن يغفر لنا الزلل !
لماذا الله لم يجعل الناس أمة واحدة؟
بدايةً : بالنسبة لما عندك من الشبهات فانصحك بالرجوع إلى القران دائماً (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
سؤالك من وسواوس إبليس التي يجب علينا جميعاً أن نحصن أنفسنا منها بالعلم الشرعي
الاجابة :
مذكور في القران انه لو شاء سبحانه وتعالى لجعلهم كذلك
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) يونس (٩٩)
( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) هود ( ١١٨)
ادعوك للنظر والتأمل في الآية التالية من سورة فصلت
{فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}٣٨
والمقصود الملائكة الذين لا يملّون من ذكر الله وعبادته.
حين ما قال الله للملائكة اني جاعل في الارض خليفة
استنفر الملائكة وقالوا لربهم سبحانه وتعالى أتجعل فيها من يسفك الدماء ونحن نسبح لك ( خافوا أن يوكنوا قصروا في عبادتهم )
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٣٠)
الله خلق الملائكة يعبدونه ويسبحونه ومخلوقات نعلمها ولا نعلمها سبحانه اعلم بها
يقول عز من قائل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. وفي الانسان استودع الله عقلاً وميّزه عن سائر المخلوقات
ليكون آية يتفكر فيها الانسان نفسه ، ويميز فيه الحق من الباطل ثم له الإرادة في الاختيار ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف (٢٩) وقد قال الله في سورة البلد (ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين * وهديناه النجدين ) البلد ، أي بينا له طريق الخير والشر
ومن الناس من اتبع الرسل بعد أن تبين له الحق ومنهم من أعرض وغوى واستحب الضلال على الهدى ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ) فصلت
طريق الحق واضح جلي ، يزداد وضوحه بالقرب من الله ، ولا يبصره من ابتعد عن ذكر الله وطاعته ، فهو يبني الران على قلبه حتى يطبع الله على قلبه ، بأعماله التي كانت بمحض إرادته .
فالإنسان له قدرة ومشيئة يتصرف بها تحت قدرة الله ومشيئته، فهو يقدر ويشاء فعلا ، ولكنه لا يشاء ولا يفعل إلا ما أذن الله له فيه وقدره له، قال تعالى (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) [ التكوير 28 ]
وقال صلى الله عليه وسلم :
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.
فالحذر الحذر أن تجعل للشيطان مدخلاً وتتبع الشبهات ، وخذ بوصية شيخ الإسلام ابن تيمية للعلّامة ابن القيم ، رحمهما الله :
(لا تجعل قلبك للإيرادات و الشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح الا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمته تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
للتعليق :
اختر من الخيارات هذا الخيار:
Name/URL ( الاسم والعنوان )
سيظهر لك مربعان تحت بعضهما.
- المربع الأول بعنوان:
Name
اكتب فيه الإسم
- المربع الثاني بعنوان:
URL
اتركه فارغ